" عنــد أبــراج الحمـــام "
ما زالت تنتظر
عند أبراج الحمام
والليل يلوح بكفيه
مودعًا
راحلاً ، كي ينام
والفجر أت
غازلاً بخيوطه ثوب النهار
تنظر من شرفتها
لطريق ممتد
ترهف السمع لوقع أقدام
وهي ما زالت تنتظر
عند أبراج الحمام ....
.
تذرف دموعًا
باكية
لنجوم في السماء تحتضر
شاكية
غياب عزيز
مسئولاً عنه الدهر ، مُلام
وهي مازالت تنتظر
عند أبراج الحمام ....
.
تذكره في ساحة الحرب
حبيبًا
شاهرًا سيفه
مخترقًا كل صعب
كل درب
راكبًا
شاد اللجام
وهي مازالت تنتظر
عند أبراج الحمام ......
كما رأته دائمًا
ورسمته على الاوراق
مثلما
خطت فيه شعرًا
طيب القلب
ليس لعشقه أفاق
كاتبة وصفه
بحبر وأقلام
وهي ما زالت تنتظر
عند أبراج الحمام .....
صامتة ، متلهفة
لخبر الانتصار
وعودة حبيبٌ ظافر
متدثرًا بثوب الوقار
لكنها
الأن أيقنت
أنها مجرد أوهام
وهي ما زالت تنتظر
عند أبراج الحمام ......
فقد عاد
متدثرًا بثوب حزنه
حبيبًا سقط
من فوق ظهر فرسه
ومات بقلب محملاً بحب
بقهر ، بغدر ، بإيلام
وهي ما زالت تنتظر
عند أبراج الحمام .....
حلمًا لم يتم
دفن في حضن الثرى
على كل أمانيها
جار وعم
أيا خسارة فارسًا
في الحب كان شجاعًا
قاهرًا ، مقدام
وهي ما زالت تنتظر
عند أبراج الحمام ....
.
لقبره تذهب زائرة
حاملة لباقات الورود
للفرصة متحينة
متأنية
دومًا تردد
متمنية
ليته من موته
بُعث وقام
ورغم ذلك
مازالت تنتظر
عند أبراج الحمام ....
.