إلى أين أنتِ راحلة؟
فوق ربوة من الارض عالية ، صعدت
تنظر إلى أفق بعيد في متاهات البيداء
وترى ...
هل من أثار على الرمال؟ .....
هل من أدلة سقطت من هفوات أحمال؟
وعيناها دامعة ...
سألتها : إلام تنظرين؟
عما تتسألين؟
أعليه تبكين؟
ساخر أنا منكِ ...
إذ ركب في قافلة أخرى
وتركك ...
حزم أمتعته
وضع قلبك فيها
سرقك ...
مع أنثى غيركِ هرب ....
هل تتطلعين لقلبك المسروق؟
أم عنه كي بالعودة لكِ تتذللين؟
هيا ...
إن قومنا هم أيضًا راحلين
نظرت إلى ....
رمقتني بحدة
وقالت : سأبحث عنه ...
عن أثار أهل القافلة
سأتبع عطر الانثى التي معها هرب
قلت لها : واهمة أنتِ
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ ....
قلت لها مناديًا : ذهب ولا أظن أنه سيعود
ردت : بيننا وعود
ضحكت وسألتها : ألّي أم لنفسكِ تخدعين؟
لقد هنتي عليه
وترككِ في سرعة عاجلة ....
لم تجبني ، وسارت
جريت تبعتها مناديًا :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ .....
واحسرتاه عليكِ
قيد هذا الرجل شجنك
بسلاسل وسجنك
فتقوقعتي على حزنك
بنيتِ بينكِ وبين الحب أسوارًا حائلة
لم تجب ، وسارت
جريت تبعتها مناديًا :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ ....
تلهثين في جو الصحراء
تجرين خلف سراب
تبغين شخصًا ذو قلب توقف عن النبض
قلبه مُعاب
عجبًا عليكِ
لضياع عمرك في الاوهام سدى ، قابلة
لم تجب ، وسارت
جريت تبعتها مناديًا :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ ...
كفاكِ في البيداء تنقلاً وترحال
إجلسي وألتقطي الانفاس
فقد أصبحتِ من كثرة الترحال
ضعيفة ، وهنة الجسد ، ناحلة
لم تجب ، وسارت
جريت تبعتها مناديًا :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ ...
لِم لا تطردين الخائن الذي كذب؟
لقد لُعن الغدر بكل قلم كتب
إقرأي أوراق الشعراء
هبي ، إنتفضي ، ثوري
إجعلي لكِ من شيم الكرامة واحدة
وإتخذي شيماء
أم انكِ على أن تتغير أوراق الشعراء أملة؟
لم تجب ، وسارت
جريت تبعتها مناديًا :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ ....
أقيمي الحد على قلب الخائن
على هذا الذي لكل حب غير صائن
فبداخل قلبكِ شنقًا إعدميه
أو بسكين بارد إذبحيه
لكِ أن تختاري أي الوسائل تريدين
ماذا؟ ، مترددة أنتِ
أتحتارين؟
لا لهذا المشنق ولا لذاك السكين مائلة
لم تجب ، وسارت
جريت تبعتها مناديًا :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟...
أسدل الليل ستاره على الكون
وإبتعدنا كي نبيت
هي في مبيت ، وأنا بمبيت
لكني شعرت بخطوات قلبها
بهمسات لبها
تتجول ليلاً في البيداء
ففتحت شباك مبيتي
وقلت لها :
أين تذهبين؟ ، عودي
حتى بالليل ، عنه تبحثين . عودي
هذه الليلة سوداء ، غير مقمرة
أمازلت تبحثين؟
لخطواتك في الظلام تتحسسين ...
وخرجت مسرعًا من المبيت
أجري خلفها
كي أكون لها من وحوش البيداء حارسًا
لكنها إختفت ....
بعد أيام
جاء خبر مقتلها
فقد وجدت جثتها
قامت عليها وحوش البيداء ، نهشتها
فعدت حزين .....
إلا أنها ظهرت ثانية وسط الليالي
بما أريق من دماءها ، شبح
حتى وهي شبح ...
ما زالت تبحث عنه
ما زالت لم تيأس منه
فظللت أنده على هذا الشبح :
أترينها تقفل وتعود أدراجها تلك القافلة؟
إلى أين أنتِ راحلة؟ ....