كان أمس يوماً صاخباً في المونديال الافريقي ، مع تصاعد الدراما وسخونة المنافسات وضجيج الاثارة ، ولم يكن منتخب محاربي الصحراء الجزائري محظوظاً ليتفوق في النتيجة كما تفوق نسبياً في الاداء علي منتخب سلوفينيا ، ولم يظفر حتي بالتعادل ليخرج راضيا ، ويبقي علي فرصه في المنافسة ، لكن حارسه الشاوشي بكل أسف أصيب بعدوي" سرحان " الحراس وأخطائهم الساذجة علي غرار غلطة جرين الحارس الانجليزي امام أمريكا وكلاهما سمح بدخول هدف لايمكن أن يدخل في مرمي حارس متواضع ، مما أضر كثيراً بفريقه . جرين كلف انجلترا نقطتين بعد تعادلها مع أمريكا ، أما الشاوشي ، فكلف فريقه نقاط المباراة الثلاث وربما كلفها الخروج المبكر من منافسات البطولة .
ورغم "حنية " أراء المحللين في عدة قنوات في تعليقهم علي أداء المنتخب الاخضر الجزائري ، فإنه لم يظهر بصورة الفريق صاحب الانياب الذي يطمع في تحقيق الفوز علي الفريق الاسهل نسبياً في المجموعة ، صحيح ان أبناء رابح سعدان تماسكوا دفاعيا ، وتفوقوا ميدانيا أكثر أوقات المباراة ، لكن بلا خطورة حقيقية ، ولم يستغلوا الفرص التي أتيحت لهم ، في حين أن المنتخب السلوفيني كان الاخطر علي المرمي في أكثر من مناسبة ، وكان الشاوشي نفسه متألقا ً في الذود عن مرماه ، ولكنه ارتكب غلطة عمره في التصدي لتسديدة روبرت كورن بطريقة متهورة ينقصها الحذر، فانضم لقائمة الحراس السرحانين الذين أثروا بالسلب علي نتائج منتخباتهم !
وكما قلت بالامس فإن فرصة الجزائر وسلوفينيا في هذه المجموعة تنحصر في فوز أحدهما علي الآخر ثم يحاول خطف نقطة من مباراتيه المتبقيتن امام انجلترا وأمريكا ، وقد حقق الفريق السلوفيني هذا الانجاز ، ومع ذلك فأري أن فرصته ضعيفة في التأهل ، وبالطبع فإن فرصة المنتخب الجزائري ستكون أقل ومهمته ستكون أكثر صعوبة في المنحني الاخطر لهم في سباق المجموعة .. الجزائريون خسروا بهفوة ، وخرجوا مرفوعي الرأس يكتمون أحزانهم ، ومن يدري فربما تنفجر غضبتهم في وجه الانجليز في مباراتهم القادمة فيجددون أملهم الضعيف ، أوربما يودعون البطولة عملياً بشكل مبكرا قبل نهاية الجولة الثالثة .
وبعيداً عن صعوبة الموقف في مجموعة الجزائر ، فقد انكشفت أمس أوراق المجموعة الرابعة تماماً ، بعد الفوز الغاني المفاجيء علي صربيا بهدف وحيد لاسمواه كان يمكن أن يكون ثلاثة أهداف لولا القائم الصربي ، وبذلك حققوا أكبر بصمة افريقية في البطولة حتي الان ، مؤكدين علي فرصهم القوية في التأهل إلي الدور الثاني .
كما اكتسحت الماكينات الالمانية حصون استراليا بأربعة أهداف وأجهضت آمالها تماما في التأهل رغم بقاء فرصة نظرية لها في الفوز مباراتيها المتبقيتن وهذا أمر بالغ الصعوبة علي فريق متخم بالثغرات الدفاعية وكان يمكن أن يستقبل المزيد من الاهداف في مرماه .. وأكد فريق المانشافت نفسه كأحد القوي التقليدية المرشحة للمنافسة علي اللقب . أخيراً مع انقضاء نصف مباريات الجولة الاولي بالنسبة للمجموعات الاربع الاولي ، يمكن أن أرشح الاقرب للتأهل بناءاً علي المستويات التي ظهرت ، ففي المجموعة الاولي أري ان هناك أفضلية نسبية لفرنسا والبلد المضيف ومعهما المكسيك ، و في المجموعة الثانية أرشح الارجنتين وكوريا الجنوبية وهناك فرصة لنيجيريا ، وفي المجموعة الثالثة أرجح انجلترا والولايات المتحدة مع احترامي لسلوفينيا والجزائر ، أما أسهل تحليل فهو ترشيح المانيا وغانا عن المجموعة الرابعة