بعد أن ارتبطت دوما بكرة قدم جمالية ، أثبتت هولندا أمس الاثنين في جوهانسبرج أمام الدنمارك أنها تتعامل بجدية كبيرة مع هوسها لتعلم المعاناة.
وقال بيرت فان مافريك المدير الفني للمنتخب الملقب ب"البرتقالي" بعد فوز الفريق على الدنمارك 2/ صفر "في كأس العالم يحدث كل شيء. ولابد أيضا من محاولة السيطرة على الأمور".
ولم تقدم هولندا الكرة الشاملة التي جعلت منها أول فريق أوروبي يتأهل إلى المونديال ، وساعدها على ألا تخسر منذ أيلول/سبتمبر عام 2008 .
وأضاف جوفاني فان برونكهورست قائد الفريق "مع اللعب الجيد يصبح من السهل الفوز بالمباريات... لكن في مباراة صعبة لابد من تعلم الحفاظ على المركز ، وهو ما فعلناه اليوم".
وتسعى هولندا بإصرار إلى إيجاد التماسك الذي افتقدت إليها تاريخيا في اللحظات التي بدت فيها المباريات محسومة.
فقد وصل المنتخب الهولندي إلى نهائي كأس العالم مرتين عامي 1974 و1978. في المرة الأولى كانت هي المرشح الأقوى بعد بطولة دمرت فيها المنافسين الواحد تلو الآخر.
ومع ذلك خسر "البرتقالي" بقيادة يوهان كرويف 1/2 أمام القوة البدنية والذهنية المتمثلة في ألمانيا بقيادة فرانز بيكينباور وجيرد مولر.
وبعدها بأربعة أعوام ، عادت هولندا إلى التأهل إلى النهائي وتسديدة واحدة في العارضة أبعدتها عن اللقب. لكن في النهاية ، خرجوا مهزومين أمام الأرجنتين 1/3 باستاد "مونومينتال" في بوينس آيرس.
ولم تتبع هولندا قط طريقة لعب لا تتضمن الهجوم. أسلوبها غير قابل للتغيير ، لكن إلى الآن لم يثمر ذلك سوى لقب بطولة الأمم الأوروبية في ألمانيا عام 1988 ، بمنتخب كان يضم ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد.
يقول فان برونكهورست /35 عاما/ "هولندا تمتعت دوما بتقليد اللعب الجماعي ، لكننا في النهاية لم نكن قادين قط على الفوز. أتمنى أن نحققه هذه المرة".
وفشل الجيل الحالي للبرتقالي في مونديال ألمانيا عام 2006 بعد أداء مقنع في الدور الأول ، بالسقوط أمام البرتغال الضاغطة بقيادة فنية للبرازيلي لويس فيلييي سكولاري.
وفي بطولة الأمم الأوروبية عام 2008 ، سقطت في دور الثمانية أمام روسيا التي قادها الهولندي جوس هيدينك بعد أن أبهرت في الدور الأول ، الذي فازت فيه على منافسيها الثلاثة إيطاليا وفرنسا ورومانيا.
وتحت قيادة فان مافريك ، الذي خلف فان باستن منذ نحو عامين عقب الخروج من البطولة الأوروبية ، لم تخسر هولندا سوى مباراة واحدة أمام أستراليا 1/2 . لكن التحدي الحقيقي يأتي الآن.
فهو المونديال الذي يجب على هولندا فيه أن تظهر تعلمها لفن المعاناة.