ان مسرح موقعة البرتغاليين الأخيرة مع كوريا الشمالية مثالياً بالنسبة لأبناء المدير الفنى كارلوش كيروش، إذ تمت برمجة هذه المواجهة غير بعيد عن بحر الظلمات
الذي شهد قبل خمسمائة عام مرور البحارة البرتغاليين الأقدمين بقيادة بارتولوميو دياش وفاسكو دا جاما, وقد كان هذا الأمر فأل خير علي كريستيانو رونالدو ورفاقه الذين تمكنوا من تحقيق أكبر فوز في تاريخ هذا البلد ضمن نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا2010
واستطاع البرتغاليون الأقدمون الوقوف في وجه أمواج رأس العواصف العاتية, واستطاعوا تجاوزه والوصول إلي المحيط الهندي, ثم أطلقوا عليه اسم رأس الرجاء الصالح تبركا وتيمنا, بينما أثبتت كتيبة البرتغال المشاركة في النهائيات أنها تستحق اللقب الذي اختاره لها كيورش قبل بداية المغامرة الأفريقية, حيث أطلق علي مجموعته لقب نفيجادورش تخليدا لذكري البحارة البرتغاليين القدامي الذين نجحوا في اكتشاف الطريق البحرية الرابطة بين المحيطين الأطلسي والهندي.
كما زاد الخصم في هذه الموقعة من حلاوة الانتصار, إذ تحقق هذا الفوز التاريخي أمام كوريا الشمالية44 سنة بعد إنجاز تاريخي مماثل, إذ يتذكر الجمهور البرتغالي مونديال إنجلترا1966, عندما تقدم الكوريون الشماليون في البداية بنتيجة3 صفر, قبل أن يعود أبناء شبه الجزيرة الأيبيرية من بعيد, وينتزعوا الفوز35, في موقعة سجل فيها الأسطورة أوزيبيو4 أهداف, وقد عاش الفهد الأسود تفاصيل مواجهة علي أعصابه, ولم يخف في الختام إعجابه الكبير بعطاء كتيبة البحارة.
ونقل الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عن أوزيبيو قوله: المباراة كانت رائعة بكل بساطة, إنها واحدة من أفضل الانتصارات التي حققها المنتخب البرتغالي, إن تسجيل سبعة أهداف ضد منتخب أحرج البرازيليين دليل قاطع علي قدرات المنتخب البرتغالي, لذلك يستحق اللاعبون كل التقدير والثناء. كما أكد أوزيبيو أن كرة القدم تغيرت كثيرا عما كانت عليه قبل44 سنة, وأقر أن المقارنة بين المباراتين ضد كوريا الشمالية صعبة, لكنه اعترف بأمر يقره اللاعبون جميعا: بطبيعة الحال يكون الضغط أكبر خارج الميدان سنة1966, وحتي عندما كنا منهزمين صفر/3, لم أكن علي أعصابي كما حدث لي, علي الأقل حتي تمكنا من تسجيل الهدف الثاني, ثم الثالث والرابع بطريقة متتالية.
فتح راؤول ميريليس باب الفوز علي كوريا الشمالية بعد التعادل السلبي في المباراة الافتتاحية أمام كوت ديفوار, وقد اضطلع هذا اللاعب بدور مهم في مشوار التأهل إلي نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا2010, حيث سجل هدفا ضمن به الفوز في مباراة الملحق ضد البوسنة والهرسك, وها هو يوقع أول أهدافه في مونديال2010. وقد تحدث صاحب القميص16 في كتيبة نفيجادورش, وعلق عليه قائلا:إنه يوم رائع, وإنها مباراة رائعة, لم يكن الشوط الأول سهلا, لكن الأمور تحسنت بمرور الدقائق, وحققنا نتيجة رائعة, أشعر دائما بالسعادة عندما أسجل الأهداف مع المنتخب, وعندما تكون أهدافا حاسمة, فإن ذلك أفضل, سنستمتع الآن بحلاوة الفوز, وسنستعد بعد ذلك للموقعة القادمة