سياسة أوباما للطاقة أمام الكونغرس
منذ وصوله إلى سدة البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما سياسة جديدة للطاقة تراعي الأضرار التي تلحقها بالبيئة مثل ظاهرة الانحباس الحراري.
ورغم التعهدات التي قطعها أوباما بشأن قضية تغير المناخ فإنه لا يزال يواجه معارضة في الكونغرس وفي أوساط شركات الطاقة والنفط.
وقد أثار إعلان وكالة حماية البيئة الأميركية تصنيفها الغازات المسببة للانحباس الحراري كملوثات تضر بالبيئة والصحة العامة ينبغي وضع ضوابط لها موجة من الانتقادات الشديدة من قبل شركات الطاقة والنفط بل حتى داخل الكونغرس نفسه.
هذه الانتقادات حذرت من التداعيات الاقتصادية لإجراءات قيل إنها ستفرض قيودا على استخدام النفط والفحم الحجري، مشككة في المقابل بفوائدها البيئية.
كما ألقت الضوء على حجم الضغوط التي تتعرض لها إدارة الرئيس باراك أوباما لثنيها عن التعامل مع ظاهرة التغير المناخي.
تكلفة اقتصادية
ويقول ديفد كرويتزر الخبير في مركز هريتج فوندايشن "إن جميع هذه الضوابط مصممة لسحب ثاني أكسيد الكربون من اقتصادنا الذي يؤدي بالضرورة إلى سحب الطاقة من اقتصادنا وهذا سيكلف الاقتصاد آلاف مليارات الدولارات.. ونقدر أن الخسائر في المداخيل ستتراوح بين سبعة إلى تسعة تريليونات دولار في الأعوام الخمسة وعشرين الأولى وبعض هذه الأعوام ستشهد خسائر في الوظائف قد تبلغ مليوني وظيفة".
ويرى كرويتزر أن أفضل طريقة للتعامل مع ظاهرة الانحباس الحراري هي حفز النمو في الدول الفقيرة للتعامل مع الظاهرة.
فعمليا تتصدر الولايات المتحدة تاريخيا قائمة الدول المنتجة لغازات الدفيئة كما أن حصة الفرد فيها من إنتاج هذه الغازات هي الأعلى عالميا.
ويعد الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم الحجري المصدر الأول للغازات المسببة للانحباس الحراري. فالولايات المتحدة تنتج نصف طاقتها الكهربائية من الفحم الحجري كما أنها أكبر مستهلك للنفط في العالم.
ويتهم المدافعون عن البيئة الرئيس السابق جورج بوش بعرقلة المساعي الدولية لمكافحة التغير المناخي، بينما رصد خليفته أوباما ثمانين مليار دولار للاستثمار في الطاقة البديلة ووضع معايير جديدة لخفض استهلاك الوقود في السيارات، فضلا عن دعمه إعلان وكالة حماية البيئة بسبب تلكؤ الكونغرس في تمرير تشريع تقيد انبعاث الغازات المسؤولة عن الانحباس الحراري.
ويقول دانيال وايس من سنتر فور أميركان بروغرس "السبب في التأخير يعود إلى إنفاق شركات النفط الكبرى ومجموعات الضغط لصالح شركات الطاقة ملايين الدولارات لبث الذعر في نفوس السياسيين وإقناعهم بمعارضة الإصلاح المتعلق بالطاقة النظيفة التي ستقلل من استخدامنا للنفط وتخلق الوظائف وتحد من التلوث".
وعشية مشاركته في قمة كوبنهاغن للمناخ أعلن الرئيس أوباما استعداده للتوصل إلى اتفاق لخفض انبعاث الغازات.
والموقف الأميركي يلقى ترحيبا دوليا لكنه يصطدم بمعارضة داخلية تتجلى فيها قدرة المصالح الاقتصادية الكبرى على التشكيك بظاهرة الانحباس الحراري.