لايوجد أي داعٍ لذكر مقدمات، لأن الكل يعرف أن بطولة كأس العالم تُجرى الآن في جنوب أفريقيا وللمرة الأولى في القارة السمراء، ولكن إلى الآن وعلى الرغم من أن المباريات تسير وفق الصورة المطلوبة دون أي عائق قد حصل أمام إقامتها، ولكن لازلنا وبشكل يومي نسمع عن الكثير من الحوادث التي تصاحب هذه البطولة العالمية، ومن ضمن ماسمعناه وقرأنا عنه هو السطو المسلح على إعلاميين إسبانيين وبرتغاليين وهم في الفندق الخاص بهم، ثم سرقة مبلغ 12 ألف دولار أمريكي من غرف لاعبي منتخب الأوروغواي أثناء تأديتهم لمباراتهم ضد فرنسا باليوم الافتتاحي، وبعدها تعرض إعلاميون صينيون للسرقة كذلك، و بالأمس تعرض وفد تابع للتلفزيون النيوزلندي للسرقة و يصل مجموعها إلى 100 ألف دولار أمريكي ما بين مبالغ مالية ومعدات، وطبعاً لا نعتقد ان ذلك سيتوقف عند هذا الحد، لأن المؤشرات تدل على وجود أمور أخرى قادمة في الطريق، كما ان مراسلي الجزيرة الرياضية الذين ينتشرون في جميع مدن جنوب أفريقيا يؤكدون أنهم لايحسون بالأمان في الكثير من الأحيان، والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا هو كيف سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بإقامة كأس العالم في بلاد لايتوافر فيها عنصر مهم وهو عنصر الأمان؟!، وهو أحد أهم أسباب النجاح في أي بطولة، وهنا أذكر حديثاً قاله له زميلي المعلق السعودي المعروف عبدالله الحربي حينما كان معلقاً على مباريات كأس القارات العام الماضي في جنوب أفريقيا، حيث كان معلقاً هناك مع وفد قناة (ART)، حيث سألته هل كانت هذه الدولة جميلة أم لا؟ فأجابني بأنه لايعلم أي شيء، لأنه غير مسموح لهم بالخروج لدواعي أمنية ولم يرَ في جنوب أفريقيا سوى الفنادق والملاعب فقط!، ولكم أعزائي القراء أن تتصوروا وتتخيلوا هذا الوضع!.
وطبعاً (الفيفا) يعلم أن كأس العالم ليست مجرد (كرة قدم) فقط، بل أنها تجمع عالمي كبير هو الأعلى رياضياً بعد تجمع (الأولمبياد) فيجب أن تتوافر فيه كل عناصر النجاح، فهناك كم هائل للغاية من الإعلاميين يغطون هذه الفعالية، إضافة إلى الجماهير التي تأتي وتحضر من كل الدول، لكن هذه المرة الكل يلاحظ كيف أن الحضور الجماهيري قد تأثر، فأنا لأول مرة ربما من مونديال 94 أشاهد مباريات لكأس العالم وهنالك بعض مقاعد الجماهير (خالية)، وهذا الوضع تكرر في أكثر من مباراة في المباريات الثماني التي أقيمت حتى الآن، وبالطبع الهاجس الأمني أحد الأسباب الذي منع وجود الجماهير بكثرة في جنوب أفريقيا، وربما هناك من خطط للتواجد في الأدوار المقبلة قد يغير رأيه ويكتفي بمشاهدة المباراة عبر الشاشة الفضية أفضل، وكل هذا بسبب سوء اختيار الدولة المنظمة من قبل (الفيفا)!.