قضية لاجئين شيشان في بولندا
الشيشان تعرضوا لعمليات تهجير في مراحلة مختلفة
دعت منظمة حقوقية ألمانية الحكومة البولندية إلى التعامل بشكل إنساني مع أكثر من مائتي لاجئ شيشاني أوقفتهم الشرطة قرب الحدود مع ألمانيا، وهم في طريقهم إلى مقر البرلمان الأوروبي للاحتجاج هناك على تردي أوضاعهم المعيشية والإنسانية.
وحثت "المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة" حكومة وارسو على عدم معاقبة اللاجئين الشيشان الذين أنزلتهم قوات حرس الحدود البولندية مساء الاثنين الماضي من القطار المتجه إلى دريسدن (شرق ألمانيا)، وحالت دون إتمام رحلتهم إلى مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وفي بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه, قالت المنظمة إن هؤلاء اللاجئين سعوا للفت الأنظار سلميا أمام البرلمان الأوروبي لعدم تمتعهم بأي وضعية قانونية في بولندا، والتعبير عن معارضتهم لتصديق البرلمان على اتفاقية "دبلن2" التي تلزم اللاجئين القادمين إلى أوروبا بعدم التقدم بطلبات لجوء إلا في أول دولة أوروبية يصلون إليها فقط.
وذكرت المنظمة الألمانية أن اللاجئين البالغ عددهم 230 شخصا -بينهم 60 طفلا ومجموعة من النساء- يعانون في بولندا من أوضاع حياتية وإنسانية بالغة السوء، وأن الحكومة البولندية امتنعت ثلاث مرات عن تقنين أوضاع مجموعة منهم.
وطالبت المنظمة بتقديم مساعدة عاجلة "تمكن هؤلاء اللاجئين من العيش الكريم، وتوفير حماية لهم من الملاحقة من الشرطة ومن روسيا ومن الرئيس الشيشاني الموالي لها رمضان قديروف". كما حمّلت قديروف المسؤولية عن سلسلة من جرائم الاغتيال والاختطاف والتعذيب.
وتحدثت المنظمة الحقوقية الألمانية في بيانها عن تعرض الشعب الشيشاني في العصر الحديث لعمليات إبادة جماعية، بدأت أولها مع حملة التهجير الجماعي في عهد جوزيف ستالين عام 1944 بترحيل سكان الشيشان إلى أسيا الوسطى حيث لقي ربع المرحّلين حتفهم.
وأشار البيان إلى أن الحرب التي شنها الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين ضد جمهورية الشيشان عام 1994 تسببت في مقتل 80 ألف شيشاني، وأن الحرب الثانية التي شنها الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين عام 1999 ضد الجمهورية القوقازية المسلمة أسفرت أيضا عن مقتل نحو 80 ألفا آخرين معظمهم من المدنيين.