الجنس الفموي
وردتني أسئلة كثيرة عن ممارسة الجنس عن طريق الفم ، أي أن تقوم الزوجة بمداعبة قضيب زوجها بفمها وقبل الإجابة على هذا السؤال الذي أحرج الكثيرين وأرّقهم لابد من مقدمة
هذه الممارسة الجنسية وما شابهها لم تكن شائعة في مجتمعاتنا من قبل وإنما انتشرت بعد
الانفتاح الاعلامي والثقافي على الثقافات الغربية فتأثر الناس وأصبحوا يحبون ممارسة هذه الألوان من الجنس
هناك شريحة كبيرة من الناس ممن لم يتأثروا بالثقافة الغربية قد لاتخطر لهم هذه الممارسة
على بال وربما استقذروها لو علموا بها
ولكن ما العمل إذا رغبت الزوجة في فعل ذلك وتلذذت به ؟
وما العمل إذا طلب الزوج من زوجته فعل ذلك وتلذذ به ؟
لقد سئل الكثير من العلماء والدعاة هذا السؤال وبالذات من زار منهم بلاد الغرب
وعايش الناس هناك ، وقد تهرب الكثير منهم عن الإجابة والبعض الآخر واجه الوضع
وحاول أن يضع النقاط على الحروف فمن غير المجدي الهروب من حل مشكلات الناس
وخلاصة القول في مسألة ممارسة الجنس عن طريق الفم الآتي :
1- أن الممارسة الصحيحة السوية لاتستلزم من المرأة أن تداعب قضيب زوجها بفمها
2- المحرم في الاتصال الجنسي بين الرجل وزوجته أن يأتيها في فتحة الشرج أو يأتيها في
الفرج في وقت الحيض ، هذا هو المحرم الذي لاخلاف ولانقاش حوله أما ماعدا ذلك
من ممارسات جنسية من لعق ومص وغير ذلك فالأمر متروك لتراضي الزوجين ولايجوز
لرجل أن يكره زوجته على أمر لاترغب فيه أو تستقذره كما لايجوز للزوجة أن تطلب
من زوجها مالا يرغب فيه أو يستقذره .
3- فإذا تراضى الزوجان على ممارسة جنسية ليست من المحرمات فلهما أن يفعلا ذلك
وفيما يلي جزء من الإجابة على هذا السؤال وهي موجودة في موقع ( اسلام أون لاين ) صفحة مشكلات وحلول تحت عنوان ( الجنس الفموي )
-------------------------
للشيخ يوسف القرضاوي إجابة عن سؤال وجه إليه عن الاستمتاع الجنسي عن طريق الفم
وهي إجابة تنم عن فقه الشيخ -أكرمه الله، وبارك لنا فيه، ونفعنا بعلمه-.. يقول
القرضاوي: "بالنسبة لقضية الفم أول ما سُئلت عنها في أمريكا وفي أوروبا عندما بدأت
أسافر إلى هذه البلاد في أوائل السبعينيات، بدأت أُسأل عن هذه الأشياء، هذه الأشياء
لا نُسأل عنها في بلادنا العربية والإسلامية، هم معتادون على التعري عند الجماع، طبعاً نعرف
أن هذه مجتمعات عُري وتبرج وإباحية، المرأة تكاد تتعرى من لباسها، فأصبح الناس في
حاجة إلى إثارة غير عادية، نحن عندنا الواحد لا يكاد يرى المرأة إلا منتقبة أو محجبة
فأي شيء يثيره، أما هناك محتاج إلى مثيرات قوية، ولذلك لجئوا إلى التعرِّي
وقلنا: إن التعرِّي لا شيء فيه من الناحية الشرعية وحديث الرسول ـ
صلى الله عليه وسلم ـ يقول "احفظ عورتك إلا عن زوجتك وما ملكت يمينك"
الآن في هذا الأمر إذا كان المقصود به التقبيل فالفقهاء أجازوا هذا، إن المرأة لو قبَّلت فرج زوجها ولو قبَّل الزوج فرج زوجته هذا لا حرج فيه، وإذا كان القصد منه الإنزال فهذا الذي يمكن أن يكون فيه شيء من الكراهة
ولا أستطيع أن أقول بالحرمة؛ لأنه لا يوجد دليل على التحريم القاطع، فهذا ليس موضع قذر مثل الدبر، ولم يجئ فيه نص معين، إنما هذا شيء يستقذره الإنسان، إذا كان الإنسان يستمتع عن طريق الفم فهو تصرف غير سوي، إنما لا نستطيع أن نحرمه خصوصاً إذا كان برضا المرأة وتلذذ المرأة (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) فهذا هو الأصل.(انتهى)
ودعينا نبسط الحديث في الأمر طالما نتعرض له، حيث أرى أن للمسألة عدة جوانب من المهم أن نعالجها جميعاً حتى تتضح، وحتى نأخذ منها الموقف الملائم لكل منا:
الجانب الأول: وهو الجانب الشرعي، وكما رأيت فلا يوجد تحريم، كما لا يوجد أمر، وغالب أمور الحياة هكذا، والأصل في الأشياء الإباحة، والحرام في العلاقة الزوجية الجنسية ليس سوى الإتيان في فتحة الدبر، والمعاشرة في وقت وجود الدم حيضاً كان أو نفاساً، وما عدا ذلك فهو مباح، ولعلي أضيف إلى قول الشيخ أن الإنزال في الفم، ومن ثم ابتلاع السائل المنوي ـ أعزكم الله ـ وهذا يسأل عنه البعض، يأخذ حكماً آخر حيث يرى العديد من الفقهاء أن المني من المستقذرات، وبالتالي لا يصح لعقه أو شربه.
الجانب الثاني: وهو الجانب النفسي، وهو المتعلق بالاستمتاع الجنسي بين الزوجين، فالعاطفة في هذا الأمر عليها دور كبير، والطباع فيه تختلف، وينبغي أن يكون التفاهم المتبادل، والحوار الحميم المستمر بين الزوجين هو السبيل ليسعد كل منهما الآخر بتلبية ما يحبه، واجتناب ما يضايقه ويتضرر منه.
ورغبة كل طرف في إعفاف الآخر، وإرضائه هي المقدمة الطبيعية لتفاهم وانسجام جنسي أحرى أن يقوي الحب بينهما، ولا ينبغي أن يكتم أحد الطرفين رغبة يرغبها، كما ينبغي ألا يخفي حرجاً يستشعره، أو شيئاً يتضرر منه.
الجانب الثالث: وهو الجانب الثقافي ويبرز في موضعين:
* حيث تتحدثين عن "الحرج والعيب" الذي تشعرين به؛ فمما حدث لنا من تغير ثقافي ـ جاء من روافد كثيرة ـ أصبحنا نتحرج من أعضائنا "الحساسة" فهي مواضع "العيب" و.. إلخ من الصفات السلبية، رغم أن الله -سبحانه- خلقها ضمن الجسم، "الفضيحة" وزودها بأعصاب شديدة الحساسية لتكون سبيلاً إلى متعة من أعظم ما أنعم الله به على البشر، ولذلك فإن مداعبة هذه الأعضاء باليد واللسان تكون من دواعي إثارة الشهوة، ثم اكتمال اللذة لمن يستحسن هذا الفعل"، أما من يزهد فيها، أو يرغب عنها، أو يتضايق " منها ـ رغم عدم تحريمها ـ ففي الأمر متسع، وطرق الحصول على اللذة كثيرة ومتنوعة، إذن ما تسألين عنه ليس شذوذا، وليس حراماً، ولكننا نتحرج منه لخلفية في تربيتنا وثقافتنا الشائعة.
* وعلى النقيض نجد الناس في الغرب كما يشير الشيخ ـ حفظه الله ـ وأنا هنا لا أرى أنهم أفضل أو أسوأ، لكنهم مختلفون، فهم يبحثون عن كل سبيل إلى المتعة واللذة؛ حتى تصبح هي المحور الأساسي في العلاقة الجنسية، بل وفي الحياة كلها، وأنا هنا أشير إلى أن مشاهدة الصور والأفلام، والدخول على المواقع الجنسية قد أحدث تغيراً في الخيالات والرغبات، والتصورات لما هو "متعة جنسية"، أو سبيلاً إليها.
خيالنا الجنسي الآن أغلبه مستورد، مثلما نستورد ملابسنا وأدوات حياتنا، ولا أدري إلى أين سيصل بنا هذا الاستهلاك، على كل حال إن راق لك الأمر الذي يطلبه زوجك فهو لك طريق من طرق المتعة المباحة، يتفنن فيها الغربيون حتى إنهم يعتبرون "الجنس الفمي" نشاطاً محبباً ومستقلاً، وإن لم تطب نفسك ذلك ، ولم تستسيغي الأمر تحدثي مع زوجك في هذا الموضوع بصراحة، وابحثا عن طرق أخرى للمتعة، واكتشفا سوياً طرقاً جديدة بدلاً من الاستيراد وتمنياتي لكما بحياة طيبة بإذن الله.